إعلان مقاربة الخطة الاستراتيجية لبرنامج مكافحة السل بالتعاون مع الشركاء وممثل وزير الصحة نوه بدمج مراكز العلاج في المستشفيات الحكومية والرعاية الأولية
أعاد البرنامج الوطني لمكافحة التدرّن الرئوي (السلَ) التذكير بأن التشخيص والعلاج متوفران مجانا في المراكز التابعة لوزارة الصحة العامة، وذلك خلال عرض مقاربة الخطة الاستراتيجية للبرنامج للسنوات الخمس المقبلة بالتعاون مع الشركاء والتي ترتكز على الوصول إلى صفر وفاة من هذا المرض، وتخفيض عدد الإصابات إلى عشرين في المليون بين اللبنانيين، وإلى نسبة خمسين في المئة بين العمال الأجانب الذين يأتي عدد كبير منهم إلى لبنان ويكونون حاملين للفيروس.
جاء ذلك في لقاء في وزارة الصحة العامة لمناسبة اليوم العالمي للسلّ إنعقد تحت شعار "التعاون بين القطاعات والمساءلة أمر حيوي في القضاء على السل" وحضره ممثل وزير الصحة العامة مدير العناية الطبية الدكتور جوزف الحلو ورئيسة الفريق التقني في منظمة الصحة العالمية الدكتورة إليسار راضي ومدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان ماتيو لوسيانو ومديرة البرنامج الوطني لمكافحة التدرن الدكتورة هيام يعقوب ومعنيين. واستهلت يعقوب اللقاء بعرض تقني لفتت فيه إلى "خطورة المرض الذي لا يزال يتسبب بوفاة أشخاص رغم توفر أدوات تشخيصه وعلاجه. ولفتت إلى أن لبنان كان قد حقق هدفًا أساسيًا في العام 2021 تمثل بتسجيل عشر إصابات لكل مئة ألف شخص، وأقل من وفاة في المئة ألف. وهو سيواصل في الخطة الإستراتيجية التي أعدها للسنوات الخمس المقبلة العمل على تحسين هذه النسب بهدف خفض عدد الإصابات والوصول إلى صفر وفاة". واشارت إلى أن "هذه الخطة تنص على دمج مراكز السلّ التابعة لوزارة الصحة العامة بالمستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية الأولية، مشيرة إلى نقل مركز طرابلس إلى داخل المستشفى الحكومي فيها، وكذلك بالنسبة إلى حلبا حيث نقل المركز إلى مستشفى حلبا الحكومي كما نقل مركز الشوف إلى مركز الرعاية الصحية في الباروك. وأشارت إلى العمل على نقل ودمج مراكز كل من النبطية وصيدا وزحلة والهرمل". وشددت على "أهمية الشراكة والتعاون بين الجهات المعنية كافة للوصول إلى الأهداف الموضوعة شاكرة لمنظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة دعمهما في هذا المجال".
لوسيانو
ثم لفت مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان ماتيو لوسيانو إلى "أهمية تركيز الجهود في هذه المرحلة لضمان القضاء على المرض نهائيًا بعدما وصل لبنان إلى مرحلة ما قبل القضاء على مرض السل"، وقال: "تعد الشراكة ، ولا سيما تلك مع الحكومة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة الأخرى والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص ، أساسية وستضمن وصولنا إلى جميع الفئات السكانية ، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفاً". وإذ أكد العمل معًا للوصول إلى كل مريض في لبنان ، من أي جنسية ودين ، للتشخيص والعلاج والمتابعة وتقديم الدعم اللازم دون تمييز، جدد لوسيانو إلتزام المنظمة الدولية للهجرة بشراكتها مع وزارة الصحة العامة ولا سيما مع البرنامج الوطني لمكافحة التدرن الرئوي مؤكدا العمل خلال السنوات القادمة لتحقيق بلد خال من السل". راضي
وفي كلمتها، لفتت الدكتورة راضي إلى أن "البلدان الفقيرة تسجل أعلى نسب من الإصابات بالسل وعالميًا مرض السل هو السبب الثالث عشر للوفاة والمرض الجرثومي الثاني بعد كوفيد 19 المسبب للوفاة. وجددت إلتزام منظمة الصحة العالمية إنهاء مرض السل عام 2030 كواحد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة". ونوهت بالبرنامج الوطني لمكافحة السل في لبنان مشيرة إلى أنه "ورغم عمله بموارد ضئيلة جدا قدم نتائج جيدة على صعيد العلاج ومعدلات الشفاء". وقالت: "إن لبنان يحرز تقدما باتجاه القضاء على المرض موجهة الدعوة إلى السلطات اللبنانية والشركاء الصحيين للحفاظ على هذا الزخم وتحقيق هدف القضاء على السلّ إنقاذ الأرواح"، مؤكدة "دعم منظمة الصحة العالمية في هذا المجال".
حلو
وفي الختام القى الحلو كلمة وزير الصحة فأكد أن "الشراكة والتعاون أثبتا فعالية كبيرة في هذه الأيام الصعبة التي يشهدها لبنان، والتي يتسارع فيها الإنهيار، فلبنان بقي صامدًا رغم كل التحديات والمحطات البالغة الصعوبة التي مرت عليه في السنوات الثلاث الأخيرة". وتابع: "إن البرنامج الوطني لمكافحة السل وضع هدفا يتمثل بتخفيض عدد الإصابات". وأضاف: "ان الأساس يكمن في الوقاية وهذا ما علمتنا إياه جائحة كورونا، حيث تمكن لبنان في تلك الفترة وبفضل الوقاية والإجراءات المتبعة من الوصول إلى صفر إصابة صفر في عز مواجهة الجائحة فاستحق تهنئة منظمة الصحة العالمية. ولكن، عندما أهمل المجتمع الوقاية عادت الإصابات لترتفع". ونوه الحلو ب"خطة دمج مراكز السل بالمستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية"، مؤكدا أن "المؤسسات الصحية العامة تبقى خط الدفاع الأول آسفًا في الوقت نفسه لما يشهده لبنان من هجرة كبيرة للأطباء من ذوي الإختصاصات". واستعاد ما كان قد أعلنه الوزير الدكتور فراس الأبيض حول أن "الحل في لبنان لا يأتي من وزارة واحدة، بل يجب أن يبدأ في السياسة والمال، وعندها يسلك الوضع الصحي سبيل النهوض". وأبدى ثقته ب"عودة القطاع الصحي اللبناني إلى موقعه المتقدم في الشرق الأوسط ما أن يبرز الحل الشامل"، وقال: "إن الفجر سيبزغ مهما طال الليل". وختم كلمته متوجها باسم وزير الصحة ب"الشكر إلى الشركاء من المنظمات الدولية الذين يقدمون الدعم للبنان لتأمين صموده في خلال المحنة التي يمر بها".