حاصباني مكرما من معوض في إهدن: مشاركتنا في هذا العهد إيمان ببناء المؤسسات من داخلها لا على هامشها
وطنية - اهدن - اقام رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، حفل غداء على شرف وزير الصحة العامة نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني في دارته في اهدن، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، النائب السابق الدكتور قيصر معوض،نعمة الله بولس ممثلا النائب السابق جواد بولس، مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع للعلاقات الخارجية ايلي خوري، نقيبي الأطباء في الشمال عمر عياش وأديب زكريا، نقيب المحامين عبدالله الشامي، قائمقام زغرتا ايمان الرافعي، النائب البطريركي العام على أبرشية اهدن - زغرتا المطران بولس عبد الساتر، عقيلة معوض عضو بلدية زغرتا المحامية ماريال معوض، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والأطباء والكهنة وممثلين عن الأحزاب والتيارات السياسية والوفد المرافق للوزير.
معوض
بداية، القى ميشال معوض كلمة، رحب فيها بالوزير حاصباني، واكد "العلاقة الوطيدة التي تربطهما وتلاقيهما حول هدف بناء الدولة القادرة القوية"، وقال: "لا أعرف كيف أرحب بغسان حاصباني، أرحب به كدولة رئيس أم به كمعالي وزير الصحة أم كصديق تربطني به علاقة طويلة ووطيدة أم أرحب به بكل هذه الصفات". ولفت الى ان "الصداقة التي بيني وبين غسان حاصباني تمتد الى ما قبل بدئه التعاطي في الشأن العام حين كان نجمه يلمع في القطاع الخاص، وكان يشكل نموذجا لقصة نجاح لبنانية في لبنان الخارج في عالم الإستشارات وفي عالم الإتصالات. ومنذ بداية تعارفنا جمعتنا أمور كثيرة، أولا قناعات سياسية مشتركة حول لبنان وهويته، حول السيادة، حول مفهوم بناء الدولة. ولكن أهم من ذلك جمعتنا قيم مشتركة حول الإنسان وكرامته وحقوقه والمواطنية والشفافية والإصلاح وبناء المؤسسات والإبداع وضرورة تحفيزه والإنتاجية وكيفية الإستفادة من القطاع الخاص الناجح في لبنا والخارج، وكيفية تهيئة ظروف النجاح للبناني في وطنه كما ينجح في الخرج وكيفية الاستفادة من الخبرة في القطاع الخاص ونقلها الى القطاع العام".
اضاف: "غسان حاصباني يتحمل مسؤوليات كثيرة كنائب رئيس حكومة وكوزير صحة وكمنضم الى صفوف حزب القوات اللبنانية الذي يجمعنا به نضال طويل وحلف راسخ وثابت في زمن يتحرك فيه كل شيء، لكن الأهم من كل شيء أن غسان حاصباني باق هو هو، الوزير حاصباني بقي كما تعرفت عليه في القطاع الخاص حاملا لقضية لبنان والقيم والإصلاح السياسي".
واكد معوض انه يركز على "القيم والإصلاح لأنه مقتنع أنه بقدر ما هو مهم النضال من أجل استرجاع سيادة الدولة وحصرية سيادة القرار السياسي فيها وإعادة التوازن للشراكة الوطنية الذي هو أساس للاستقرار في لبنان، فمن المهم توحيد الجهود مهما كانت انتماءاتنا السياسية والمناطقية للقضاء على سياسة الفساد والزبائنية في لبنان لأن هذه الثقافة كالسرطان تمتد في الجسم اللبناني واذا تركناها تمتد ستقتل هذا الجسم. علينا جميعا من أي مكان كنا أن نوحد جهودنا لنحرر المواطن اللبناني من ثقافة الزبائنية والفساد ولنفرض ثقافة الاصلاح والشفافية".
وشدد على ان "ثقافة الاصلاح والشفافية لا تكون بالخطابات الرنانة التي نوجهها للخصم السياسي والتي نراعي فيها الحليف السياسي، وحين تتبدل الظروف نتحول الى مهاجمة الخصم الجديد الذي كان حليف الامس ونراعي الحليف الجديد الذي كان خصم الأمس فليس هكذا نحرر الفساد. وكما ان الفساد عابر للاصطفافات السياسية، فالاصلاح والشفافية وثقافة اعادة القيم الى السياسة يجب ان تكون عابرة للاصطفافت السياسية".
واشار الى "ضرورة توحيد الجهود لاعادة الحقوق البديهية للمجتمع اللبناني وللمواطن اللبناني، ولبناء نوعية حياة لائقة للانسان اللبناني. ان ذلك يبدأ في تحمل كل واحد منا مسؤوليته وبأن يعمل على هذه الثقافة من موقعه ان كان عضوا أو رئيس بلدية أو كان نائبا أو وزيرا أو موظفا بالدولة اللبنانية، كما ان ذلك يبدأ بامور صغيرة وعناوين بسيطة لكنها مهمة في حياة المواطنين، من خطة السير الى الكهرباء كي لا يدفع المواطن فاتورتين الى الانترنت والاتصالات، الى مياه نظيفة وبنى تحتية للصرف الصحي، ولا تنتهي بنظام طبي واستشفائي يؤمن الحقوق للمواطنين ويحافظ على كرامتهم".
ورأى انه "اذا كان هذا هو لبنان الذي نريده، فعلينا أن نكثر من أمثال غسان حاصباني لأننا كي نعيد السياسة عملا شريفا يجب ان تكون بخدمة المواطن اللبناني".
ووجه معوض تحية "الى الجيش اللبناني الذي يدفع كل يوم ثمن محاربته للارهاب والذي أكد لنا اليوم من جديد، ان حمايتنا عنده وعند القوى الأمنية الشرعية فقط لا غير"، متمنيا "الشفاء العاجل للجرحى الذين سقطوا اليوم بمواجهة الإرهاب". وختم شاكرا "التفاتة حاصباني لزغرتا الزاوية اليوم"، مرحبا به وبالجميع في اهدن.
حاصباني
ثم تحدث الوزير حاصباني، فقال: "أيها الحضور الكريم، للقائي اليوم في إهدن خاصتين، الأولى، حضرة المكان بما تختزنه زغرتا - الزاوية من بعد تاريخي، حيث صنع أهلها عبر القرون جزءا أساسيا من المسار التراكمي للبنان، لبنان الرسالة وواحة التعددية والتفاعل بندية بين جماعاته المجتمعية. والثانية، لقاء هذه الوجوه الطبية المتمسكة بأرضها والحاملة لهموم شعبها والتي تؤكد لي مدى حيوية المجتمع اللبناني".
اضاف: "لقد مر وطننا بظروف صعبة جدا، وإنني لواثق أن أهم الدول لا تستطيع الصمود أمامها، إلا أن الشراكة التكاملية بين القطاع الرسمي والمجتمع الأهلي هي التي ساهمت في تخطي مجتمعنا للصعاب. غايتنا من هذه الجولة هي معاينة الواقع الصحي والإجتماعي والبنيوي ميدانيا، كي تكون الرؤية التي نضعها والخطط والإستراتيجيات مجدية تحاكي الواقع وحاجات أهلنا في زغرتا الزاوية".
وتابع: "كنائب رئيس مجلس الوزراء، كان هذا القضاء العزيز جزءا من إهتمامي من خلال ترؤسي اللجنة المتابعة لأوضاع الأقضية والمناطق بتكليف من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، حيث كونا صورة أولية عن إحتياجات كل منطقة، والآن إنتقلنا الى المرحلة الثانية المتعلقة بوضع الخطط والحلول والآليات التطبيقة. لا نعد بصنع العجائب، ولكن وعدنا تحديد الأولويات في المنطقة ومعالجتها تدريجيا، فهذا مسار طويل ولكنه تراكمي بحيث أن الحلول لا يجب أن تكون علمية وواقعية ووفق المنطق المؤسساتي فحسب ولكن بالتأكيد بعيدا عن البيروقراطية والتعقيب. وكوزير للصحة، همي الأول منذ وصولي تأمين أفضل خدمة صحية للمواطنين اللبنانيين بأسرع وسيلة وأوفر تكلفة على خزينة الدولة. من هناك، الورشة التنظيمية التي تعيشها الوزارة على أكثر من صعيد. إننا نسعى لمواكبة العصر عبر التحرر من الورق تدرجيا والإنتقال الى الخدمات الإلكترونية. وفي هذا الإطار، نعمل على توسيع مروحة الخدمات التي نقدمها عبر e-services. فهل يعقل أن يمضي المواطن الزغرتاوي 4 ساعات ليصل الى وزارة الصحة من أجل تخليص معاملة، فيما بـ4 ساعات يصل الى أكثر من دولة".
واردف: "من هنا، نسعى الى تسهيل تقديم الخدمات للمواطنين عبر توسيع طلباته online وتوفير مشقة التنقل وهدر الوقت وهذا يحصل تدريجيا. كذلك، أصبحنا في مرحلة متقدمة من خطة حل مشكلة الدخول الى الطوارئ بالتعاون مع الصليب الأحمر والمستشفيات، عبر تطبيق قيد الإطلاق حاليا. أما البطاقة الصحية والإستشفاء الشامل، فنحن نعمل كي يصبح هناك لكل لبناني ما يشبه الهوية الصحية التي يمكن من خلالها معرفة مساره الصحي ما يسهل مواكبة وضعه وإتخاذ إجراءات وقائية تحد من المخاطر التي قد يتعرض لها صحيا وذلك يوصلنا للإستشفاء الشامل لكل مواطن ومواطنة في لبنان".
ورأى ان "للاستشفاء في لبنان رئتين، المستشفيات الحكومية والمستشفيات الخاصة، ونحن نسعى لخلق مناخ إيجابي وتسهيلات تشجع على الإستثمار في هذا القطاع الريادي على صعيد المنطقة. كما وضعنا معادلة علمية لتحديد السقوف المالية بعيدا عن أي محسوبية أو منافع شخصية فلكل مستشفى حجمه ولكل مستشفى دوره ولكل مستشفى حاجاته التمويلية، نعمل على ان يصله سقفه المالي بطريقة علمية لا تميز بين منطقة وأخرى بين طائفة وأخرى بين مواطن وآخر، بل تميز نوعية الخدمة في خدمة المستشفى وفي حجمها الإستيعابي وفي حاجة منطقتها. وإذا كان هناك مستشفيات أجحف بحقها فنوعية الحق لأصحابها".
وفي ما يتعلق بالمستشفيات الحكومية، قال:" نسعى مع الجهات المانحة لتوفير مساعدات لها لتطويرها وبنائها وتحسين آدائها الى المستوى المطلوب، فهي عانت لعقود وسنوات طويلة من قلة المال وقلة التمويل وقلة الإهتمام، ونحن اليوم نعيدها ونعمل لإعادتها الى الموقع الذي يجب ان تكون فيه لخدمة المواطنين إستشفائيا وإنسانيا. وفي هذا الإطار وافق البنك الدولي مشكورا مع الدول المانحة الإثنين الماضي على تقديم رزمة مالية تبلغ قيمتها 150 مليون دولار للبنان من أجل تعزيز بنيته التحتية الصحية تعزيزها لمواجهة ضغط النزوح والتعامل مع اللبناني أولا كمستحق لخدمات الصحة من دولته، وهذا الأمر ستستفيد منها مباشرة المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية".
اضاف: "من هنا أنطلق لأقول لكم دوري كوزير للصحة وكنائب لرئيس مجلس الوزراء وكمواطن لبناني وكممثل لحزب القوات اللبنانية في هذه الحكومة، أقول لكم نحن نشارك في هذا العهد لبناء هذا العهد لترسيخه في التاريخ كعهد أعاد المؤسسات الى موقعها، أعاد المؤسسات الى عملها وكعهد مؤمن حقا بأن بناء المؤسسات يأتي فقط من خلال المؤسسات وليس على هامشها. ويدنا ممدوة للجميع لكل من أراد بناء مؤسسات الدولة لكل من يريد بناء دولة قوية حرة مستقلة سيدة نفسها تبسط سيادتها على كافة أراضيها"، مقدما "تحية إكبار وإجلال للجيش اللبناني الباسل الذي يدافع عن حدودها وهو الوحيد المخول لفعل ذلك".
واكد ان "لبنان لن يكون بصحة جيدة ويصحو من كبوته، إن لم نعمل جميعا لإحترام كرامة الإنسان ومنطق القانون وتكريسه وعمل المؤسسات. قد نختلف في الولاءات السياسية والإنتماءات المناطقية والدينية، ولكن لا يجوز أن نختلف بالشؤون الإنسانية والإجتماعية الملحة. المرض لا يميز بين إنسان وآخر، والوجع لا يرحم والفقر والعوز قد يطال كل واحد منا أينما كان في موقعه. لذا منذ يومنا الأول في الوزارة وفي هذه الحكومة والأولوية لدينا للانسان والمواطن والمريض الذي يكون وضعه الصحي أكثر إلحاحا. حق اللبناني بخدمات الدولة وبالإستشفاء من دون إستجداء هو مقدس، وعهد علينا أن نبقي القطاع الصحي بعيدا عن المناكفات السياسية وعن الزبائنية، خصوصا أننا على أبواب الإنتخابات فالقطاع الصحي للجميع ويجب أن يبقى بعيدا عن الصناديق، ونأمل من الجميع التعاون في هذا الإطار".
لقاء مع رؤساء البلديات والاطباء
وبعد الغداء التقى الوزير حاصباني رؤساء بلديات المنطقة والاطباء بحضور نقيبي أطباء الشمال واستمع الى هواجسهم ومطالبهم الطبية والمهنية، مؤكدا على "وضعي الخطط الاستراتيجية التي تحاكي الواقع الطبي في مختلف مكوناته".
وعرض أيضا مجمل اولويات القطاع الصحي في القضاء.
مستشفيات زغرتا
وكان حاصباني جال على مستشفيات زغرتا ترافقه عضو بلدية زغرتا المحامية ماريال ميشال معوض، واطلع على أوضاعها واستمع من المسؤولين فيها الى مطالبهم وتطلعاتهم المستقبلية التي تهدف الى تحسين خدمات القطاع الصحي.
ولفت حاصباني الى أنه "لا يجوز صرف الاموال الطائلة على الكهرباء، وبامكاننا التقليل من الهدر الحاصل في هذا القطاع وفرض ضريبة على الدخان من أجل دعم القطاع الصحي والاستشفائي".