الشراكة مع المتخصصين ضرورة لمواجهة التحديات المتراكمة في رعاية الطفولة
نظم مركز "اسيل" للتدخل المبكر والتابع ل"مؤسسات الإمام الصدر" لقاء خاصًا برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين وذلك في مركزه الجديد على طريق المطار القديم لمناسبة مرور أربعة عشر عامًا على تأسيسه، وفي سياق الشراكة المستمرة مع الوزارة منذ انطلاقة المركز الذي يعنى بالتدخل المبكر لتعزيز دعم الأطفال من ذوي الإعاقات وعائلاتهم.
حضر اللقاء النائب الدكتورة عناية عز الدين، رئيسة مجلس الإدارة في مؤسسات الإمام الصدر السيدة رباب الصدر، وحشد من الأطباء والمتخصصين وممثلي جمعيات ونقابات تعنى بشؤون الطفل.
بداية آيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيبية لمديرة المركز مليحة الصدر التي أوضحت أن "الدافع منذ تأسيس المركز لم يكن مجرد مشروع مهني أو مبادرة اجتماعية، بل كان وما زال فعل إيمان بأن الإنسان، مهما كان صغيرًا، هشًا، مهمشًا، هو المحرّك الوحيد للتاريخ، والإنسان هو البطل الوحيد على مسرح التاريخ ويحرّك العالم فيطوره ويغير معالم الحضارات".
وتابعت: "إن المركز يهتم بالطفل وبعائلته إذ لا يمكن تمكين الطفل إلا بتمكين أسرته، فتتم مرافقتها كما تتم مرافقة أطفالها بمنحهم الدعم المعنوي والمعرفي، لإعادة للأهل الثقة بأنهم ليسوا متفرجين على مصير طفلهم بل شركاء حقيقيون في مسار علاجه ومصدر قوته الأول".
واردفت: "نحن في نهجنا كما علّمنا الإمام السيد موسى الصدر، نؤمن بالدولة، ونؤمن بمؤسساتها، ونرى فيها الإطار الطبيعي والشرعي لخدمة الناس. ونؤمن أن العمل الأهلي لا يجب أن يكون بديلا عن الدولة بل شريكًا لها، سندًا لها ومكمّلا لرسالتها". أضافت أن الخطوة الأولى للمركز كانت تحت رعاية وزارة الصحة العامة والمؤتمر عام 2011 كان برعاية الوزارة وشارك فيه كل المهتمين والعاملين في مجال الطفولة المبكرة، وسيكون مؤتمر المركز في حزيران 2026 برعاية وزارة الصحة العامة". وهذا هو جوهر المشروع الإصلاحي الذي نادى به الإمام الصدر، وهو أن يكون المسؤولون والمواطنون في مستوى عظمة وطنهم حتى يكون لهم شرف تمثيل هذا الوطن الكبير. أضاف أننا لا نملك معجزات ولا نعد بشيء خارق لكننا نملك ما هو أصدق، نملك النية والوعي والعلم والحلم الجماعي".
وختمت كلمتها بالإشارة إلى أنه "في الرابع من حزيران تحل ذكرى ولادة الإمام السيد موسى الصدر"، وقالت: "في يوم ميلادك، نقف على أعتاب الزمن نتحسس وجع الغياب، كل عام يمر، نحمله إليك، وكأنك غبت لتبقى. حضورك حياة لم تكتمل، وغيابك وطن لم يُشف".
ملخص عن مركز "اسيل"
بعد ذلك، قدمت منسقة الشراكات راوية جوني ومنسقة قسم التدخل المبكر ربى ساروفيم ملخصًا عن مركز "اسيل" اشارت فيه الى ان "المركز يهتم بتقديم الخدمة للأطفال من ذوي الإعاقة للوصول إلى أقصى قدراتهم في ظل تفاعلية إيجابية مع أسرته. وتابعت أن الخدمة المقدمة مبنية على معايير خاصة بالطفولة المبكرة وخصائصها والعمل التكاملي التعاوني". ولفتت إلى "عدم وجود أي اهتمام في لبنان بالأطفال الذين يعانون من المشاكل والإعاقات إلا عندما يبلغون سن الدخول إلى المدرسة لذا يرتدي مركز "اسيل" أهمية لأنه يهتم بهم من لحظة التشخيص لدى حصولها قبل الولادة او في الأشهر الأولى للطفل حتى عمر أربع سنوات مع المرافقة الشاملة للعائلة".
ناصر الدين
ثم تحدث الوزير ناصر الدين مستهلا كلمته بتقديم التحية للإمام المغيب السيد موسى الصدر قائلا إنه يبقى حاضرًا رغم الغياب، وإن صورته بالأبيض والأسود تبقى ملونة بأخضر عينيه.
وأبدى وزير الصحة العامة تقديره للجهد المبذول في مركز "اسيل" كونه موجهًا للأطفال مؤكدًا أن وزارة الصحة العامة مهتمة بالتعاون والدعم لتأمين استمرارية الخدمة للأطفال الذين يحتاجون إليها.
واكد أن "مركز "اسيل" نموذجي لأنه يجسد روح الإلتزام والعمل التخصصي في خدمة الأطفال لا سيما أولئك الذين يحتاجون إلى الدعم المبكر والتدخل المهني المدروس"، لافتا الى ان "وزارة الصحة العامة في لبنان تعتبر أن الشراكة مع الجهات التخصصية، من مراكز وجمعيات وخبراء، ليست خيارًا تكميليًا، بل ضرورة وطنية واستراتيجية؛ إذ لا يمكن لأي جهة بمفردها أن تواجه التحديات المتعددة والمتراكمة التي نراها اليوم في مجال رعاية الطفولة. كما تولي الوزارة أهمية قصوى لمبدأ التدخل المبكر، لأنه يمثل حجر الأساس في الوقاية والحد من تفاقم حالات تأخر النمو أو التوحد أو الإضطرابات السلوكية. وكل يوم يُكسب في هذه المرحلة هو مستقبل أكثر إشراقًا للطفل وعائلته".
وتابع: "اننا في الوزارة نؤمن أن العمل لا يقتصر على العلاج، بل يبدأ من السياسات وآليات الرصد والإستكشاف المبكر للحالات بهدف التعامل معها إستباقيًا. والعمل مستمر على تطوير أنظمة تعتمد على البيانات الدقيقة والتكامل بين القطاعات الصحية والتربوية والاجتماعية لضمان التشخيص المبكر والوصول السريع إلى الدعم".
ولفت إلى أهمية "عدم النظر إلى الوزارة كممول للخدمات فقط، بل كمحور أساسي في الوصول إلى الأطفال من خلال الحضانات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، فهذه النقاط هي الأبواب الطبيعية للوقاية والإكتشاف والدعم. وبالنسبة إلى التمويل، أوضح الوزير الدكتور ناصر الدين أن الوزارة تسعى لتنظيمه بشكل يخدم الرصد والمتابعة وتطوير الممارسات الفضلى، بدل الإكتفاء بتمويل الجلسات العلاجية فقط. وقال إن الهدف بناء منظومة متكاملة تقوم على الكفاءة والإستدامة وتضع مصلحة الطفل أولا".
وحيا "كل العاملين في مركز "اسيل" على تفانيهم وجدد التزام وزارة الصحة العامة في الوقوف إلى جانب كل مبادرة رائدة تسعى إلى حماية حق الطفل في النمو في بيئة آمنة وداعمة وملهمة.
إصدارات
ثم قدمت السيدة رباب الصدر والسيد صدر الدين الصدر لوزير الصحة العامة إصدارات من مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات الذي يهدف لجمع النتاج الفكري للإمام ومتابعة قضيته الحقة. وبعدها كانت جولة على أقسام المركز.